النظافة سلوك تربوي

نتذكر النظافة في المناسبات وخاصة عندما نتحدث عن الأماكن العامة حيث يشعر المواطن بعدم الانتماء للمكان العام وكأنه لا يمت له بصلة فهو للدولة والدولة لا تعنيه شيء. بينما مكانه الخاص به مثل البيت والسيارة تجعله نظيفاً جميلاً بينما الشارع أمام البيت بعده أمتار مهمل. وبالتالي تعكس النظافة الصورة الجمالية لبلدنا ونحن نعرف كم بلدنا تتميز بالمناطق السياحية والحضارية التي تعتبر من أهم المراكز السياحية في العالم. وإذا كان الموقع نفسه نظيفاً فالمحيط العام للموقع يفتقر لتلك النظافة التي تعكس الصورة للسائح سلباً عن بلدنا.

و ما دامت النظافة نتعلمها ونكتسبها فالسؤال هل الخلل في التربية سواء في البيت أو المدرسة؟ وإن كان هنالك خلل لماذا؟ وكيف نعمل لتحسين الوضع؟

لقد تبنت وزارة التربية والتعليم التربية البيئية ضمن مناهجها، كما تبنت التطبيقات العملية في هذا المجال بهدف توجيه السلوك إلى منفعة البيئة حيث تكمن أهمية التربية البيئية في تطوير السلوكيات البيئية والنظافة من ضمنها. وهنا يقع الدور الأكبر على المدرسة لتعزيز هذه القيمة لدى الطلاب من خلال نظافة الصفوف والمدرسة ليصبح سلوكاً يومياً وعادة تمارس في المدرسة والبيئة والشارع وجميع مرافق الحياة.

والنظافة يجب أن تصبح هدف يسعى كل أفراد المجتمع للوصول إليه وهذا يحتم تبني برامج سواء على مستوى وزارة التربية والتعليم أو على المستوى المجتمعي مثل الحملات التطوعية للنظافة لتعزيز سلوك النظافة لجميع فئات المجتمع من مفهوم أن مسؤولية الحفاظ على الأماكن العامة ومرافق الحياة والأماكن السياحية هي مسؤولية جميع أفراد المجتمع وهنا لا بد من التأكيد على دور التوعية البيئية في هذا المجال. وخاصة دور الإعلام كوسيلة للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع. وعندما نتحدث عن التوعية البيئية لا بد من تفعيل دور الإعلام البيئي لنشر الوعي البيئي بين الأفراد من أجل تعديل السلوك من سلوك ضار إلى سلوك نافع ويخدم البيئة

وإذا أردنا بلورة رأي عام تجاه واقع نريد تغييره فالإعلام البيئي من خلال طرحه قضايا ملحة بيئية يركز ويوجه الجمهور حول هذا الموضوع أو تلك. والإعلام كالمدرسة يحتاج إلى خطة وبرامج لتصبح الرسالة مفيدة وموجهة وتخدم الهدف الذي وضعت من أجله.