الحفاظ على البيئة

الحفاظ على البيئة


ان المحافظة على البيئة ومواردها تعتبر مسألة تربوية بالدرجة الاولى، نظرا لما تقوم به التربية من دور في تنمية سلوك الافراد بما يتماشى مع تقدير البيئة في حياة الانسان .
وللتربية البيئية دورا مهما في اعداد الانسان حتى يسلك سلوكا راشدا تجاه البيئة ، وهذه التربية يجب ان تبدأ عند الطلبة لتتعمق لديهم مفاهيم البيئة بتفاصيلها وتقدم تحليلها بطريقة علمية واقعية حتى تمكن الطالب من المشاركة في المساهمة في حل المشاكل البيئية التي تقابله في حياته .وهي لا تتوقف عند هذا الحد بل تجعل الانسان يحترم القوانين البيئية من خلال تربيته تربية بيئية سليمة وقد يساهم في تطوير هذه القوانين .
وفي مدارسنا بكافة انواعها الحكومية والخاصة والوكالة وجود عدد من المقررات الدراسية المعنية بالتربية البيئية في محتلف مراحل التعليم النظامي الا ان العائد الفعلي من هذه البرامج محدودة ولا يرقى الى مستوى مواكبة احتياجات التنمية في متطلبات المجتمع المعاصر .
لذلك علينا التميز كمؤسسات تعمل في مجال التربية البيئية ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية بين التربية البيئية من ناحية نظرية وبين المجالات التطبيقية المرتبطة بها ، والحديث هنا ليس فقط عن المعرفة والادراك النظري ، بل في السلوك الشخصي للطالب وتقويم هذا السلوك بحيث يصبح السلوك البيئي القويم جزءا اساسيا من كيان وشخصية الطالب بحيث يكون قادرا مستقبلا لتحمل المسؤولية .
وليس الدور للطالب فقط في مجال التربية البيئية انما للمعلم دور اساسي في تبسيط المفاهيم البيئية للطلبة بما يتناسب مع الفئة العمرية والذهنية والدراسية مع ربط هذه المفاهيم بحياة الطالب وبيئته بطريقة تجعلهم يدركون العلاقة بين هذه الحقائق واهمية تبني سلوكيات واكتساب خبرات بهدف تفعيل المفاهيم البيئية الى سلوكيات حياتية تحمي البيئة وتحافظ على مواردها من اجل منفعة الانسان نفسه .
هنا لا بد من التركيز على النشاطات الغير صفية بحيث تنظم الطلبة لتكون انشطتهم تطبيقية ،الذي يساعد على تنمية سلوك الطالب بطرق عملية وتطبيقية بحبث تعمل في نهاية الامر للمحافظة على موارد البيئة .
واذا كانت حماية البيئة واجب ديني واجتماعي ، ومن هذا المنطلق فان التفاعل بين المدرسة والطالب والمؤسسات العامة والخاصة العاملة في هذا المجال يصبح الجميع مسؤولين من المؤسسات التعليمية والاسرة والمربي لبناء الاتجاهات والمهارات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربط الانسان بعناصر البيئة ، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن استغلالها لصالح الانسان. وللمؤسسات التعليمية والمؤسسات العاملة في مجال البيئة مسؤولية الوصول الى وعي بيئي وبيئة صالحة وترجمتها الى سلوكيات وقيم تنبع من نفوس وقلوب وعقول اجيالنا الناشئة .