الكورونا والبيئة

الكورونا والبيئة

ان التربية البيئية ليست حديثة العهد ، فاصولها قديمة في مختلف ثقافة الشعوب .ولكن تبرز اهميتها في العقدين الماضيين بسبب ازدياد الوعي بالمشاكل البيئية الكبيرة مثل الانقجار السكاني والتلوث واستنزاف المصادر الطبيعية  والعديد من الثضايا البيئية . واصبحت التربية البيئية عنصر ا مهما من عناصر المحافظة على البيئة مع التشريعات البيئية والاجراءات العلمية والتكنولوجية .

وكان هنالك تحذيرات بيئية من نتائج مشاكل البيئة وخطورتها على نوعية الحياة البشرية مثل راشيل كارسون في كتابها الربيع الصامت 1962 نبهت الى خطورة تزايد استخدام المبيدات الكيمائية على صحة الانسان .وبول ارليخ 1968 في كتابه القنبلة السكانية الذي حذر من النمو السكاني المتعاظم ونقص الغذاء وتدهور البيئة .ودونيلا ميدوز 1972 في كتابها حدود النمو اشارت الى ان البشرية تواجه مأزقا لعدم التوازن بين النمو السكاني والتصنيع .

وفي استوكهولم عام 1972 انعقد مؤتمر الامم المتحدة حيث اعترفت فيها بدور التربية البيئية كعنصر من عناصر المحافظة على البيئة .ومبررات اهمية وجود تربية بيئية الى تطور العلاقة بين الانسان والطبيعة . واصبح هنالك تراجع في هذه العلاقة نتيجة طمع الانسان في استنزاف المصادر الطبيعية دون مراعاة المحافظة على الطبيعة . وتزعزعت العلاقة بين الانسان والبيئة والتي يجب ان يكون بينهما انسجام بتوفر اخلاقية بيئية لهذا الانسجام .

ان الحديث كان قبل 2020 عن ارتفاع درجة حرارة الارض حيث حذر العلماء من نتائجها .كما حذر العلماء من اتساع الضرر من طبقة الاوزون ،ومن تلوث في الهواء والبحار والمحيطات ، واستنزاف المصار الطبيعية .

وانشغلت الدول في عمل خطط استراتيجية للتقليل من التلوث الذي اصبح مرافق لحياة الانسان على الارض . وللاسف فشلت كل الدول وخاصة الصناعية في التقليل من التلوث ومن وقف ارتفاع درجة حرارة الارض والتغير المناخي وكثير من المشاكل البيئية التي سببها طمع الاتسان واستنزافه لمصارد الطبيعة لطمعه دون مراعاة التوازن في الحفاظ على البيئة .

وفجأة ظهر فيروس الكورونا المرعب الذي هدد العالم . وسيطر الرعب على البشرية وليس من حل سوى الاختباء في البيوت . وتوقفت حركة العالم واصبحت الشوارع خالية مما اعطى المجال للحيوانات البرية ان تتقدم من الغابات والمناطق الطبيعية  الى شوارع اشهر عواصم  العالم مثل باريس ولندن . لم نعد نرى ازدحام السيارات ولم نعد نرى دخان المصانع ولا صوت الطائرات التي اختفت من سماء هذا العالم وتراجع النشاط الاقتصادي، ونتيجة كل ذلك وخلال شهرين تحسن جودة الهواء وتراجع التلوث وشفيت طبقة الاوزون .

كل ذلك بسبب بقاء الانسان في البيت . هل انقذ فيروس الكورونا كوكب الارض من كارثة  انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناتج عن دخان المصانع والسيارات والطائرات ولا ننسى اعتداء الانسان على البيئة . لقد تنفست الارض بشكل كبير لم يتوقعه احد .

كم كان الانسان ظالما لنفسه وللكون . ويبق السؤال هل يتعلم البشر بعد انتهاء ازمة الكورونا سلوكيات الحفاظ على البيئة ؟

ان تصريحات الدول الكبرى والتي كانت تظن انها كبرى وبالاخص امريكا تؤكد انه ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته .

ورغم وجود كورونا ولكن التطعيم أعطى مبررا للإنسان عودة نشاطاته كالسابق دون أن يتعلم شيئا من أزمة كورونا التي ما زالت موجوده دون مبالاة باي نتائج سلبية . وكأن الموضوع أصبح شخصي وهو ليس كذلك فانت تعيش في مجتمع تاثر وتتأثر به .