الإعلام البيئي ودوره الإجتماعي

الإعلام البيئي ودوره الإجتماعي

إذا كان الإعلام هو وسيلة الجماهير التي تضع المتعاملين معها في مجريات الحياة لكل مجتمع ،فلا يقف الإعلام عند توصيل الرسالة فقط إنما المتابعة لتحقيق الهدف النهائي للرسالة ولو طال الوقت ، لأن المقصود إحداث تغيرات جذرية مبنية على قناعات وليست ردود فعل أنية بشأن إنتهاء الحدث .

وإذا نظرنا للوعي الاجتماعي فهو التغيير المتمثل بإدراك كل فرد يتلقى الرسالة الإعلامية بأنه معني باللوائح التي تصل من الجهات المسئولة لتغيير مسار قضية ما ، أو التزام القرارات أو التوجيهات نحو الأفضل .

وبالتالي كلما ساهمت وسائل الإعلام  في رفع درجة الوعي الإجتماعي ، فهذا يقلل من القوانين الملزمة له . بمعنى أنه بقوة الوعي الإجتماعي تخف حدة الأمر المتعلقة بقضية بيئية ما . وهذا الوعي يظهر عندما يصل قرار ما من مؤسسة أو جمعية ما تعنى بالبيئة في الدولة التي لا يسبقها القانون بفرض عقوبات وعكس ذلك  يؤكد غياب الوعي الإجتماعي المحافظ على البيئية .

وهنا يلعب الإعلام دورا مهما في تشكيل الوعي الإجتماعي الصحيح الذي يعد درجة من درجات الوقاية وخاصةأان العلاقة بين الإنسان والبيئة ساءت عما كانت عليه في الماضي من علاقة حميمة منسجمة لإنتظام سير الطبيعة . وبالتالي يجب إعادة النظر في شكل العلاقة بين الإنسان والبيئة لإنقاذ البيئة من كوارث الإنسان .

وهنا يبرز سؤال عن كيفية تحقيق معرفة أفضل بالبيئة وكسب المهارات الملائمة لاستخدام هذه المعارف وبدء العمل بما يؤدي الى استعمال البيئة بتوازن بيئي بشري بعيد عن إحداث أي خلل في البيئة . لا ننسى أهمية التعليم النظامي وغير النظامي لدى الأطفال حيث يتعلمون بطريقة الملاحظة ، أي مراقبة أعمال كثيرة تتعلق بالبيئة .

وتبرز أهمية التعليم في المراحل الإبتدائية كمرحلة حساسة تتكون فيها مواقف ومهارات لدى الأطفال بحيث تكون أنفع واسهل لتكوين نفس المواقف والمهارات لدى الكبار . واستكمالا لهذا الدور ولكل الفئات في المجتمع يلعب الإعلام البيئي المتخصص عبر الكلمة والصوت والصورة دورا مميزا لنقل صورة دقيقة . وللأسف الإعلام البيئي ضعيف إذا لم يكن غير موجود أصلا في عالمنا العربي كنهج  إعلامي واضح يتعامل مع قضية بيئية . فالإعلام البيئي مجال خصب للإبداع البشري وله دور مهم لإعلام الجماهير بالمهم وما عليهم في هذا المجال.

فاذا كان الضرر البيئي الذي أصبح يتعلق بكل جوانب الحياة لا مناص منه . فالإعلام البيئي هو منقذ البيئه .فهو الذي يحث على التحرك لدى المعنيين المباشرين بالسلطات السياسية أو المؤسسات المتخصصة . فمزيد من الإعلام الرسمي وغير الرسمي في تأهيل دوره البيئي في الوعي الإجتماعي لدى كافة الشرائح في المجتمع . فاللإعلام البيئي دور في تثقيف أفراد المجتمع بيئيا للوصول الى ثقافة بيئية إجتماعية ضرورية من أجل تحقيق رؤية نظامية شمولية متكاملة لبناء  مجتمع مثقف عبر وسائل الإعلام المتعددة . وهذه الثقافة لم تعد فقط للمتخصصين إنما لكافة فئات المجتمع .

أما بالنسبة لوسائل الإعلام فيجب أن تختص بالدعم الكامل والتعاون في جميع الأجهزة لتحقيق حماية بيئية من أجل الإرتقاء في المستوى البيئي وتعميق أهداف التوعية البيئية وتحقيقها بسلوك عامة الناس لتحقيق أهداف التوعية البيئية من خلال وسائل الإعلام .

فلا بد من تدريب للإعلاميين بمعنى توجيه رجال الإعلام للإهتمام بشؤون البيئة عن طريق عقد الدورات المناسبة وإنشاء شبكة إتصالات بيئية فيما بينهم توفر المعلومات البيئية .

ولا بد من إعداد برامج علمية تخاطب فئات المجتمع المختلفة وخاصة الإطفال والمرأة .كذلك إعداد النشرات الإعلامية عن الأحداث والأفلام البيئية من أجل لفت الإنتباه الى المشاكل البيئية وطرق الوقاية للحلول العملية لها .وفي هذا المجال بالإمكان تبني المسابقات البيئية سواء عن طريق الصور أو الرسومات أو المقالات والبحوث .

المقصود ثقافة جديدة من قبل أطفالنا محورها البيئة التي أصبحت في تفكيرنا اليومي . ولبناء هذه الثقافة لا بد من تفعيل دور الإعلام برسائله المتعددة والتركيز على الإعلام البيئي الذي نتمنى أن يأخذ حيزا في بلادنا ، والتركيز على البرامج الإعلامية الخاصة بالبيئة لأن سلوك الفرد هو الخطر الأول على تغير السلوك الإنساني ونمط الحياة المتعلقة في البيئة .