المقدمة:
بلاد عديدة في العالم عرفت ووضعت على الخريطة بفضل ثرواتها الطبيعية، فمنها من كان مجهولا لا يعيش حياة بدائية مقطوعا عن العالم الخارجي قبل اكتشاف النفط في اراضيع او الذهب او النحاس. فأصبح تاريخها وعنوانها يبدآن من نقطة الاكتشاف هذه. بلادنا فلسطين ليست من هذه البلدان فهي مهد للحضارة منذ اقدم العصور، ويقال ان الانسان الحديث قد ظهر فيها، وفيها تعلم حرفة الزراعة وبدأ الاستقرار فكل بقعة فيها تحكي قصة قوم من الاقوام التي عاشت على ارضها وساهمت في اعمارها او احتلتها وعملت على تدميرها ونهب ثرواتها واستعباد شعبها.
بلادنا معروفة بموقعها الاستراتيجي على مثلث قارات العالم القديم (آسيا، افريقيا واوروبا) وملتقى لشعوبها وباعتدال مناخها وجمال مناظرها الطبيعية وبتنوع نباتاتها وحيواناتها ووفرة ثمارها وبانها مهد للديانات السماوية.
فلسطين ليست من بقاع العالم الغنية بثرواتها الطبيعية فهي محدودة اهمها:
املاح البحر الميت
خصائص البحر الميت
يقع بين خطي عرض 31:5- 31:45 شمالا وعلى خط طول 35:35 شرقا وينخفض عن سطح البحر 408م. كانت مساحته حتى اوائل الستينات 1050 كم2 لكنها اخذت في التناقص بسبب نقص المياه التي تصله من نهر الاردن وروافده الاخرى. والبحر الان منقسم الى قسمين منفصلين، القسم الشمالي طوله 55 كم ويشكل 75% من مساحته ويضم 95% من مياهه والجنوبي طوله 18 كم وهو عبارة عن ملاحات شركة البوتاس الاردنية وشركة املاح البحر الميت الاسرائيلية.
والبحر الميت مغلق لا يتصل بغير من البحار وتصله كميات من المياه من ينابيع غنية بالاملاح المعدنية مع مرور الزمن اصبحت مياهه تحوي كميات كبيرة منها حتى اصبحت اكبر مستودع للثروة المعدنية في فلسطين والاردن
استغلال ثرواته
منذ ايام الانتداب البريطاني في فلسطين بدأ العمل على استغلال هذه الثروات فحصلت شركة يهودية على امتياز لتقيم مصنعا للبوتاس شمالي البحر. بدأ العمل عام 1932 بانتاج 18 الف طن من البوتاس والبروم. وفي عام 1937 اقيم مصنع اخر جنوبي البحر في منطقة سدوم واستمر المصنعان في العمل حتى كانت الحرب 1938 فتوقفا عن العمل ودمر المصنع الالشمالي وكان متوسط الانتاج حينها 123 الف طن سنويا.
عام 1952 اعيد تشغيل المصنع الجنوبي بطاقة انتاجية بلغت 200 الف طن سنويا وجرت عليه عمليات توسيع متتالية، واقيمت مصانع اخرى لانتاج مركبات البرومين وملح الطعام النقي واملاح كلوريد المغنيزيوم ولانتاج حامض الهيدروكلوريك من بقايا املاح كلوريد الصوديوم وانتاج المغنيز ونترات البوتاسيوم وحامض الفوسفوريك ويبلغ انتاج البوتاس حاليا 2,23 مليون طن يصدر 84% منها للخارج و 13% يصدر بعد اعادة تصنيعه ويستهلك 3% محليا
الجدول التالي يبين انتاج هذه المصنع من 88-93 مقدرة بمليون طن
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وهذه تشكل 6.37% من الانتاج العالمي.
اما في الجانب الاردني من البحر فقد تعطل الانتاج حتى اتخذت الجامعة العربية قرارا بانشاء مصنعا للبوتاس شمالي البحر، الا ان المشروع بقي على ورق حتى حرب عام 1967، وفي اوائل السبعينات انشأ الاردن مصنعا للبوتاس في منطقة اللسان جنوب شرق البحر بدأ العمل عام 1982 بانتاج 14000 طن، وفي عام 1983 بدأ التصدير حيث انتج المصنع حوالي ربع مليون طن ويبلغ انتاجه الحالي 1.6 مليون طن.
والجدول التالي يبين انتاج المصنع الاردني مقدر بمليون طن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وهذه الكمية تشكل 3.92% من النتاج العالمي ويبلغ ثمنها 123 مليون دولار.
وسيبدأ عام 1996 الاردن باستغلال املاح اكسيد المغنيسيوم في مصنع اعد لهذع الغاية. وبذلك يكون مجموع البوتاس المستخرج سنويا من البحر الميت 3.83 مليون طن يبلغ ثمنها حوالي 320 مليون دولار.
اما اهم املاح البحر الميت فهي :
الثروة السمكية قي قطاع غزة
صيد الاسماك من اقدم المهن المعروفة للانسان، وهي اليوم مصدر مهم للدخل القومي في العديد من دول العالم. فالمياه تغطي 4/3 الارض اي ان معظم دول العالم لديها موارد مائية في محيطات وبحار وبحيرات وانهار يمكن ان تتم فيها عمليات الصيد. والاسماك تتكاثر دون جهود الانسان او تدخله ولها قيمة غذائية كبيرة لما تحويه من بروتين ويود وفسفور وكالسيوم ويمكن حفظها بطرق مختلفة وتصديرها للخارج.
انواع السمك في قطاع غزة
يتواجد في سواحل القطاع عدة انواع من السمك فيما يلي اهمها ونسبة صيدها:
السردين 42% اللوقس 10.5% السحلية 8.5% الجمبري 8% البرش 5.4% السلطان ابراهيم 3.8% الفريدن والمليطه 0.8% لكل منهما الطرخون 0.6% وانواع اخرى تشكل مجتمعة حوالي 20%
يعاني فرع السمك في القطاع مشكلكثيرة اهمها عدم وجود ميناء بحري وقلة المساحة المخصصة لذلك امتاز بالتذبذب الشديد في كميات الصيد السنوية، كما يتذبذب الانتاج خلال اشهر السنة فيبلغ ذروته في شهر ايار ويقل خلال اشهر الصيف ويعود للارتفاع من اواخر ايلول وخلال تشرين اول وثاني ويقل خلال اشهر الشتاء ويزداد مرة اخرى مع بدأ موسم الربيع حتى يبلغ الذروة خلال شهر ايار.
الجدول التالي يبين الانتاج بالطن خلال الفترة 67/68 – 90/91
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وتراوحت قيمة هذا الانتاج ما بين 2/1 مليون – 2 مليون دينار اردني وذلك بحسب كمية الانتاج والاسعار في كل موسم.
المواد الخام: وتنقسم الى قسمين:
اولا: المواد الخام المعدنية:
منذ اقدم العصور استغل معدنا الحديد والنحاس في منطقة وادي عربية فقد اكتشفت اثار قديمة على بعد 20 كم شرقي عين الويبة في المنحدرات الشمالية لوادي عربة لمدينة كانت تذيب النحاس الذي يستخرج من التلال الشمالية للمنطقة. كما ان الكنعانين والمصريين والنبي سليمان والرومان والانباط استثمروا النحاس والحديد الموجودين في منطقة وادي عربة، ووجدت في المنطقة بقايا لمصفاة معادن اعتبرت الاكبر في منطقة الشرق كله في ذلك الوقت. ومن المحتمل ان تكون كميات كبيرة من خامات الحديد والنحاس قد ارسلت لمصانع السكب الفينيقية. اما اهم الخامات المعدنية الموجودة اليوم في فلسطين فهي:
ثانيا: الخامات اللامعدنية:
وهي موجودة بكثرة ومنها املاح تستعمل في الصناعات الكيميائة وصناعة الاسمدة ورمال ومواد اولية لصناعات الزجاج والكرميكا والجبص وحجارة للبناء ومواد لصناعة الاسمنت وتعبيد الطرق وغيرها. وتعتبر املاح البحر الميت اهمها وقد تحدثنا عنها سابقا.
ومن اهم الخدمات اللامعدنية ما يلي:
مصادر الطاقة
تفتقر فلسطين الى مصادر طبيعية ثابتة للطاقة يمكن الاعتماد عليها في توليد الكهرباء وتشغيل المصانع والالات الزراعية ووسائل النقل وغيرها وتعد هذه من اهم مشكل التصنيع عندنا، فما تم اكتشافه حتى الان من مصادر للطاقة ليس ذا قيمة تجارية بحيث يغطي تكاليف استخراجه.
فحتى اليوم لم يكتشف النفط الخام لكن من الممكن اكتشافه لان الصخور التي تبنى منها طبقات النفط في مناطق الشرق الاوسط نفس صخور فلسطين الا ان موقعها عميق جدا.
اكتشف النفط للمرة الاولى في فلسطين عام 1955 في منطقة عسقلان ولم يستخرج لان لا قيمة تجارية للكمية المكتشفة.
والغاز الطبيعي هو الآخر لا يوجد بكميات تجارية فقد اكتشف اول حقل له عام 1958 في منطقة عراد قرب البحر الميت، واكتشف حقل آخر عام 1961 في صحراء القدس. والغاز المستخرج من منطقة عراد يستعمل في المدينة نفسها وفي مصانع البحر الميت. اما الفحم الحجري فقد اكتشف كميات قليلة منه وغير اقتصادية في منطقتي عراد وديمونة وهي غير مستغلة حاليا.
وحجر البيتومين وهو حجر مشبع بالبقايا النفطية فقد اكتشف منه كميات كبيرة في مناطق صحراء القدس واريحا والنبي موسى لكن لا توجد معدات ووسائل كافية لاستغلال هذه الخامات حتى اليوم.
واكتشف حجر الكابول وهو مشبع بالبقايا النفطية بكميات كبيرة في منطقة الحوله ومن الممكن ان يشكل مصدرا مهما للطاقة لو وجدت الوسائل المناسبة لاستغلاله.
الطاقة المتجددة:
نتيجة لاسراف الانسان في استخدام مصادر الطاقة وما نتج عنه من تلوث بيئي وآثار سلبية قريبة وبعيدة المدى وتهديد للحياة على سطح الارض، شكلت الامم عام 1983 لجنة خاصة باسم "اللجنة الدولية حول البيئة والتنمية" انهت عام 1987 عملها بوضع توصيات دعت الى انتهاج طرق جديدة في التنمية اسمتها "التنمية المتزنة" ومن اهم مبادئها ايجاد مصادر آمنة للطاقة غير مضرة بالبيئة وذات مردود اقتصادي عرفت لاحقا بالطاقة المتجددة.
يقوم مبدؤها على استغلال مصادر طبيعية للطاقة موجودة باستمرار لا تتناقص ولا تترك آثار سلبية واهم هذه المصادر:
وعلى المستوى آخر توصل العلم الى انتاج سيارة تعمل بالطاقة الشمسية وتعقد عليها الآمال حاليا لتكون البديل لوسائط النقل الحالية الملوثة للبيئة والمستنزفة للمصادر الطبيعية.
في عام 1980 انتج مهندس دنماركي آلة لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح ومنذ ذلك الوقت بدأ العمل على انتاج طوربينات ريحية لتوليد الكهرباء، غير ان ارتفاع تكلفتها حال دون تطويرها والاعتماد عليها بشكل واسع وبقيت مقتصرة على المناطق النائية والغايات التجريبية. حتى كانت ازمة الطاقة اوائل السبعينات فأعيد الاعتبار لهذه الابحاث وانشئت برامج عديدة في دول العالم لتطوير التوربينات الريحية حتى تم انتاج توربينات ذات طاقة انتاجية جيدة، وهي الان في تطور سريع ومستمر وشيئا فشيئا تنافس طرق توليد اخرى، وتقدر بعض المصادر ان 20%-30% من الطاقة الكهربائية التي سيستعملها العالم بدية القرن القادم ستأتي من طاقة الرياح. ولتعمل هذه التوربينات بشكل اقتصادي تحتاج الى سرعة رياح تبلغ 20 كم/الساعة، لكن سرعة تساوي 13 كم/الساعة كافية لسحب المياه الجوفية ويوجد اليوم اكثر من مليون مضخة للمياة في مختلف انحاء العالم تعمل يطاقة الرياح. ان المناطق واسعة في فلسطين تبلغ فيها سرعة الرياح حدا يمكن من ادارة التوربينات الريحية بشكل اقتصادي.
الثروة المائية:
الامطار والمياه الناتجة عن ذوبان ثلوج جبل الشيخ والمياه الجوفية والمياه العادمة المعالجة ومحطات تحلية مياه البحر هي مصادر الثروة المائية في فلسطين. تتفاوت كميات سقوط الامطار تفاوتا كبيرا من منطقة الى اخرى، ففي المناطق الشمالية يبلغ معدلها السنوي 1000 ملم وتقل كلما اتجهنا شرقا وجنوبا حتى تصل الى حدود 50ملم جنوب النقب.
اما اهم مصادر المياه فهي:
نهر الاردن: وهو المصدر الاهم للمياه السطحبة في فلسطين واهم روافده هي بانياس ينبع من الاراضي السورية ويبلغ طوله 9كم وتصريفه 157 مليون م3 سنويا.
تل القاضي (الدان): ينبع من الاراضي الفلسطينية ويبلغ طوله 5كم وتصريفه 258 مليون م3 سنويا وهو اكبر روافد الاردن.
بعد التقاء هذه الينابيع يسير النهر 14 كم حتى يصل بحيرة الحوله حيث تزوده ينابيع المنطقة بحوالي 130 مليون م3 من المياه ثم يسير 18 كم اخرى حتى يصل بحيرة طبريا ويصب فيها ايضا 240 مليون م3 من المياه قادمة من الينابيع الكثيرة الموجودة في منطقتها علما ان الينابيع المالحة في المنطقة تم تحويلها الى نهر الاردن خارج البحيرة للمحافظة على عذوبة مياه طبريا التي تبلغ سعتها 4 مليار م3 يستعمل منها 500 مليون م3 سنويا. بعد خروج النهر من طبريا يصب فيه نهر اليرموك الذي يبلغ تصريفه السنوي 2490 م3 يستعمل الاردن 300 مليون م3 منها سنويا في قناة الغور الشرقية.
وخلال جريانه وحتى وصوله البحر الميت تصب فيه اودية عديدة من ضفته الشرقية والغربية فمن الضفة الشرقية تصله اودية العرب، زقلاب، اليابس، كفرنجة، الزرقاء، شعيب، نمرين، الرامة، الكفرين. ويبلغ تصريفها ما بين 90-130 مليون م3 الا ان معظم هذه الكمية تستعمل في سدود اقيمت في الضفة الشرقية. ومن الضفة الغربية تصله اودية نهر جالود، وادي المالح، الفارعة، العوجا، القلط.
المياه الجوفية: اهم احواض فلسطين هي:
اما بالنسبة للينابيع وهي خروج المياه الجوفية طبيعيا الى سطح الارض ودفقها هناك بشكل مستمر حيث تعتمد كمية المياه المتدفقة علة موسم الامطار تلك السنة. اما اهم الينابيع فهي اضافة الى ينابيع نهر الاردن:
نبع اليركون، التماسيح، ينابيع منطقة بيسان، نبع نعما(خليج حيفا). وفي الضفة الغربية تتركز الينابيع في منطقة الاغوار واهمها الديوك، العوجا، الفارعة، القلط، الفشخة، السلطان، ويبلغ تصريف ينابيع الضفة الغربية مجتمعة حوالي 51 مليون م3 سنويا وهي اهم مصادر الري.
مياه الاودية الموسمية:
خلال فصل الشتاء يتكون عدد كبير من الاودية الموسمية في مناطق مختلفة من البلاد تتجمع فيها مياه الامطار وتتدفق هذه الاودية اما شرقا باتجاه نهر الاردن والبحر الميت او غربا باتجاه البحر الابيض المتوسط . معظم هذه الاودية غير مستغلة وبعضها ملوث بسبب وصول مياه المجاري اليها.
ان اتغلال هذه المياه تحتاج الى بناء سدود عالية التكاليف، كما ان التذبذب السنوي لكميات مياه الامطار يؤدي الى وصول كميات مختلفة من المياه اليها. فبناء السدود يجب ان يتم عن اساس الحد الاقصى لكمية المياه حتى تستطيع الصمود امام تدفقها في المواسم الجيدة الامطار. وفي حالة اقامة مثل هذه السدود ستجمع كميات جيدة من المياه يمكن استغلالها للري ولتغذية المياه الجوفية.
برك جمع مياه الامطار: يتم حفر برك لجمع مياه الامطار لاستغلالها للري او جعلها تتسرب الى المياه الجوفية وتتركز هذه البرك في مناطق سهل مرج ابن عامر والسهل الساحلي والاغوار ويبلغ عددها حوالي 300 خزان تتسع لاكثر من 100 مليون م3.
تكرير مياه المجاري: في اماكن مختلفة من البلاد يتم اعادة تكرير مياه المجاري التي يتم جمعها في شبكات خاصة وتجميعها في مشاريع معدة لهذه الغاية بهدف اعادة تكريرها واستعمالها للري واعادة قسم منها الى باطن الارض لتغذية المياه الجوفية وتقدر كمية مياه المجاري التي يتم اعادة استعمالها بحوالي 200 مليون م3 سنويا.
تعذيب مياه البحر: يوجد 20 محطة تقوم بتعذيب المياه حوالي 5 مليون م3 من مياه البحر سنويا.
اهم منطقة للاحراش في فلسطين تقع على جبل الكرمل في منطقة السهل الساحلي وجبال الجليل في الشمال.
وفي الضفة الغربية تتركز الاحراش في مناطق ام الريحان/جنين، واد القلط/الخليل، ام الصفا/رام لله/ والجبال الغربية في منطقة القدس. وفي عدة مناطق متفرقة اخرى.